اختتمت وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة متمثلة في إدارة الرعاية المجتمعية برنامجًا تأهيلياً لذوي الإعاقة بالتعاون مع مركز قطر للتطوير المهني -مركز من إنشاء مؤسسة قطر- وديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي بعنوان “تأهيل ذوي الإعاقة للاندماج في سوق العمل” على مدى أسبوعين في ملتقى مركز طلاب المدينة التعليمية.

ويأتي هذا البرنامج التدريبي في إطار جهود الوزارة الرامية إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في المجتمع، وتزويدهم بالمهارات اللازمة للاندماج في سوق العمل.

ويهدف هذا البرنامج التدريبي إلى تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة مهنيًا وتزويدهم بالمهارات الأساسية التي تساعدهم على الالتحاق بسوق العمل، والمساهمة في التنمية الوطنية، من خلال تدريب عملي وتطبيقي يركز على تطوير قدراتهم واستثمار إمكاناتهم بما يتوافق مع متطلبات بيئة العمل الحديثة، حيث استهدفت هذه الدورة فئة الشباب من ذوي الإعاقة البسيطة من 18 إلى 35 عام، وكانت اللغة المعتمدة في البرنامج التدريبي هي اللغة العربية مع توفر مترجم لغة الإشارة لفئة الصم.

وتضمن البرنامج عدة محاور شارك فيها 13مشارك من قاعدة المنصة الوطنية لتنسيق التوظيف "كوادر "وهم من ذوي الإعاقات البسيطة الجسدية أو الذهنية الخفيفة أو الصم. وقد تضمنت شروط القبول أن يكون المشارك من حاملي الشهادة الثانوية، أن يتم اختيار المشاركين من قاعدة بيانات منصة كوادر وقد تم الاختيار بناءً على حالة التوظيف ما إذا كانوا على رأس عملهم أو باحثين عن عمل، واهتمام المرشح في المشاركة في البرنامج. 

واستمر البرنامج التدريبي لمدة أسبوعين بواقع 3 أيام في الأسبوع في الفترة من 16 إلى 30 نوفمبر وتضمن عدة مخرجات وهي تأهيل 13 طالبًا وطالبة بالمهارات الأساسية للاستعداد للعمل، الرسالة التعريفية والسيرة الذاتية،ملفات شخصية مبسطة، تقارير تقييم أداء فردية، رفع مستوى الثقة بالنفس والتواصل لدى الطلاب، واكتساب المشاركين لمهارات عملية وثقة تؤهلهم لدخول سوق العمل.

وقد شكل البرنامج التدريبي خطوة أساسية نحو تمكين الطلاب من ذوي الإعاقة الذهنية البسيطة أو ممن لديهم صعوبات التعلم أو لفئة الصم، عبر تزويدهم بالمهارات اللازمة للاندماج في سوق العمل، من خلال التعاون المشترك بين وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة ومركز قطر للتطوير المهني، وديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي.

وفي هذا الصدد صرحت السيدة ريم العجمي، مدير إدارة الرعاية المجتمعية بالوزارة قائلةً: "إن دورة تأهيل ذوي الإعاقة للاندماج في سوق العمل” تمثل خطوة مهمة نحو دمج وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل، ودعم استقلاليتهم الاقتصادية والاجتماعية."

وأضافت: فنحن نسعى إلى بناء جيل أكثر استعدادًا للعمل، وأكثر قدرة على المساهمة الفاعلة في المجتمع. وقد أشارت إلى أن الوزارة ستواصل تنفيذ برامج مماثلة تترجم التزامها بتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص لذوي الإعاقة في جميع المجالات.

وحول أهمية هذ البرنامج، صرح السيد سعد عبد الله الخرجي، المدير التنفيذي لمركز قطر للتطوير المهني، قائلًا: "يمثّل هذا البرنامج حلقةً استراتيجية ضمن منظومة عمل مركز قطر للتطوير المهني لتسريع انتقال الشباب من ذوي الإعاقة من مقاعد الدراسة إلى فرص العمل الفعلية، عبر نموذجٍ تطبيقيّ قابل للتوسّع يدمج تنمية المهارات وبناء الثقة مع الإرشاد المهني والتقديم على الوظائف. نعمل بشراكةٍ وثيقة مع وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة على مواءمة قدرات المشاركين مع احتياجات السوق، وتعزيز جاهزيتهم للتوظيف، وتفعيل دور أصحاب العمل في تبنّي ممارسات توظيف شمولية، بما يرفد رأس المال البشري ويخدم أهداف رؤية قطر الوطنية 2030. وإنني أتوجّه بالشكر الجزيل للوزارة على تعاونها المثمر، كما أقدّر دعم شركائنا في منظومة التوظيف لتأسيس مسارات مهنية مستدامة للأشخاص ذوي الإعاقة".

وقالت السيدة ظبية البوعينين مدير إدارة الترشيح والإحلال بديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي: يأتي تنظيم البرنامج التدريبي ضمن التعاون المشترك بين وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة وديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، وجرى ترشيح مجموعة من الباحثين عن عمل من ذوي الإعاقة، المسجلين في المنصة الوطنية لتنسيق التوظيف "كوادر"، للمشاركة في هذه الدورة وفقًا للاشتراطات المعتمدة من قبل الوزارة. 

كما أفادت أن مشاركة ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي في هذه المبادرة تنسجم مع رؤيته الإستراتيجية الهادفة إلى ضمان تكافؤ الفرص لجميع فئات المجتمع"، مشيرة إلى أن "آليات الترشيح المتبعة ترتكز على معايير دقيقة تراعي القدرات الفردية واحتياجات سوق العمل، بما يُسهم في بناء مسارات مهنية مستدامة للأشخاص ذوي الإعاقة.

تم تنفيذ البرنامج التدريبي في إطار تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030والتي تؤكد على بناء مجتمع متماسك قادر على تحقيق التنمية المستدامة، كما يسهم هذا البرنامج التأهيلي في تعزيز تماسك الأسرة القطرية من خلال تمكين أفرادها من ذوي الإعاقة، وتشجيعهم على الاعتماد على الذات والمشاركة الفاعلة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، مما يعزز قيم الإنتاج والعطاء في محيط الأسرة والمجتمع.